قانون الميراث في الإمارات: القواعد والأحكام وفق أحدث التشريعات

تعتبر مسائل الميراث من القضايا القانونية الهامة التي تشغل الأفراد والأسر في الإمارات العربية المتحدة، نظراً لتأثيرها المباشر على توزيع الثروات بين الورثة. تحكم هذه المسائل مجموعة من القوانين والتشريعات التي تهدف إلى تحقيق العدالة في تقسيم التركات، مع الأخذ في الاعتبار مبادئ الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى التعديلات الحديثة التي منحت خيارات إضافية لغير المسلمين. في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل نظام الميراث في الإمارات، مستعرضين أهم الأحكام القانونية، وآلية توزيع التركة، وإمكانية تطبيق القوانين الأجنبية، وأبرز التعديلات القانونية الحديثة.

أولاً: الإطار القانوني للميراث في الإمارات

يخضع قانون الميراث في دولة الإمارات لقانون الأحوال الشخصية رقم (28) لسنة 2005 وتعديلاته، والذي يستند إلى أحكام الشريعة الإسلامية في تحديد الورثة وحصصهم. كما أتاحت التعديلات الأخيرة بعض الخيارات للأفراد غير المسلمين لاختيار القانون الذي يحكم توزيع ممتلكاتهم بعد الوفاة.

يتم تنفيذ توزيع الميراث في الدولة وفقًا للمبادئ التالية:

  • تطبيق الشريعة الإسلامية للمسلمين: يتم توزيع التركة وفقًا لأحكام الفقه الإسلامي، حيث يتم تحديد نصيب كل وارث بناءً على قرابة المتوفى.
  • إمكانية تطبيق القوانين الأجنبية: بموجب تعديلات قانون الأحوال الشخصية، يمكن لغير المسلمين اختيار تطبيق قوانين بلدهم الأصلية على مسائل الميراث.
  • عدم الاعتراف بالوصايا المخالفة لأحكام الشريعة: يتم تنفيذ الوصايا شريطة ألا تتجاوز ثلث التركة، إلا بموافقة الورثة.
  • إجراءات المحاكم: يتم التعامل مع قضايا الميراث أمام المحاكم الشرعية في الإمارات، حيث يتم تقديم الوثائق القانونية المطلوبة لتحديد المستحقين الشرعيين.

ثانيًا: كيفية توزيع التركة وفقًا للشريعة الإسلامية

يتم تقسيم التركة في الإمارات وفقًا لقواعد الفقه الإسلامي، والتي تعتمد على نظام الفروض والتعصيب. الفروض هي النسب المحددة مسبقًا لبعض الورثة، بينما يتم تقسيم باقي التركة بين العصبات وفقًا لدرجة القرابة.

1. أصحاب الفروض:

وهم الورثة الذين حدد الشرع لهم نسبة معينة من التركة، ومنهم:

  • الزوج أو الزوجة: يحصل الزوج على نصف التركة إذا لم يكن هناك فرع وارث، بينما تحصل الزوجة على الربع في نفس الحالة.
  • الأبوان: يحصل كل منهما على السدس إذا كان للمتوفى أبناء.
  • الأبناء والبنات: يحصل الذكر على ضعف حصة الأنثى وفقًا لقواعد التعصيب.
  • الإخوة والأخوات: تختلف حصصهم حسب وجود فروع وارثة أخرى.

2. العصبات:

العصبة هم الورثة الذين يأخذون ما تبقى من التركة بعد توزيع الفروض، وفقًا لترتيب الأولوية بينهم، مثل:

  • الأبناء.
  • الأحفاد (إذا لم يكن الأبناء موجودين).
  • الإخوة في حالة عدم وجود أبناء وأب.

3. الحالات الخاصة في الميراث

  • ميراث الأجداد والجدات: يرث الأجداد والجدات في حال عدم وجود الأب أو الأم.
  • ميراث ذوي الأرحام: في حالة عدم وجود عصبات، يمكن أن يرث بعض الأقارب من جهة الأم مثل الخالات والعمات.
  • ميراث الحمل والجنين: في حالة وفاة الأب ووجود جنين في رحم الأم، يتم تأجيل توزيع الميراث حتى ولادة الطفل وتحديد وضعه الشرعي.

ثالثًا: الميراث لغير المسلمين في الإمارات

مع التطورات التشريعية الحديثة، أصبح بإمكان غير المسلمين في الإمارات تطبيق قوانين بلدانهم الأصلية على مسائل الميراث، شريطة توثيق رغبتهم بذلك من خلال وصية قانونية مصدقة لدى الجهات المختصة. في حال عدم وجود وصية، يتم تطبيق القوانين المحلية، والتي قد تتعارض مع التوزيع المتوقع وفقًا لقوانين بلدانهم الأصلية.

  • الميراث وفقًا للقوانين الأجنبية: يجوز لغير المسلمين في الإمارات اختيار تطبيق قوانين بلدانهم الأصلية فيما يتعلق بتوزيع التركات، وذلك عبر توثيق وصية قانونية.
  • الإجراءات القانونية: يتعين على غير المسلمين الذين يرغبون في تطبيق قوانينهم الأصلية تقديم طلب رسمي إلى الجهات المختصة مثل كاتب العدل والمحاكم.

رابعًا: أهمية توثيق الوصايا لضمان تنفيذ الرغبات

تعتبر الوصية من الأدوات القانونية الهامة التي تساعد الأفراد في توجيه توزيع ممتلكاتهم بعد وفاتهم وفقًا لرغباتهم. في الإمارات، يشترط لصحة الوصية أن تكون:

  • موثقة لدى الجهات المختصة (محاكم الدولة أو كاتب العدل).
  • غير مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية فيما يخص المسلمين.
  • ألا تتجاوز ثلث التركة إلا بموافقة الورثة.

خامسًا: قضايا الميراث والإجراءات القانونية

يتم رفع دعاوى الميراث أمام المحاكم المختصة في حال وجود نزاع بين الورثة، ويتم تعيين خبير قانوني لحصر التركة وتحديد المستحقات بناءً على القانون المعمول به. من المهم اللجوء إلى محامٍ متخصص في قضايا الميراث لضمان تنفيذ الإجراءات بشكل صحيح وتجنب أي تأخير أو نزاع قانوني.

1. إجراءات رفع دعاوى الميراث

  • تقديم طلب رسمي إلى المحكمة الشرعية.
  • تقديم شهادة الوفاة وأي مستندات تتعلق بأصول التركة.
  • حصر التركة من خلال خبير قانوني معتمد.
  • البت في القضية وإصدار حكم قضائي نهائي.

2. التحديات القانونية والحلول المتاحة

  • النزاعات بين الورثة: تنشأ أحيانًا خلافات حول توزيع التركة، ويمكن حلها عبر التفاوض أو اللجوء إلى المحاكم.
  • ديون المتوفى: يتم تسديد الديون قبل توزيع الميراث لضمان عدم وجود التزامات قانونية غير مسددة.
  • الأوقاف والوصايا: يجب التأكد من تنفيذ أي وصية قانونية موثقة قبل توزيع التركة.

الخاتمة

يعد قانون الميراث في الإمارات من القوانين الهامة التي تؤثر بشكل مباشر على الأفراد والعائلات، وهو مصمم لضمان توزيع الثروات بعد الوفاة بشكل عادل وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، مع توفير مرونة لغير المسلمين. لضمان تنفيذ التوزيع العادل للتركة وتجنب النزاعات القانونية، ينصح الأفراد بتوثيق وصاياهم والاستعانة بمحامٍ متخصص في قضايا الميراث. إن فهم هذه القوانين يساعد الأفراد في التخطيط لمستقبل ممتلكاتهم وتأمين حقوق ورثتهم بالشكل الأمثل. كما أن اللجوء إلى محامٍ متخصص في قانون الميراث بالإمارات يساعد في تفادي المشاكل القانونية وضمان تنفيذ الإجراءات بشكل قانوني وسلس.

أقرأ ايضاً: الميراث والوصايا للأجانب في الإمارات

أحجز استشارة قانونية

لمتابعتنا والبقاء على اطلاع دائم بكل جديد عبر شبكات التواصل الاجتماعي

متابعة
شارك تكرماً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

error: المحتوى محمي !! غير مسموح لك النسخ او طباعة هذه الصفحة ، لو اردت خدمة قانونية تواصل معنا , شكرا لك.
تحدث معنا
1
تواصل معنا
مرحباً
هل تريد مساعدة ؟